الأحد، 20 مارس 2016

ذكريات الحرب

يصادف اليوم الذكرى ١٣ لبدء أمريكا الحرب على العراق عام ٢٠٠٣ و التي سماها النظام السابق ب"الحواسم" و بدأت بغارات جوية مكثفة قبل الزحف البري .
و بالرجوع للذاكرة العراقية لتلك الأيام نجدها ممزوجة بين الأسى و الخوف و الذكريات عن هالفترة حتى "العجاج" الي صار بال٢٠٠٣ الناس تتذكره
و حالي ككل عراقي في ذاكرتي الكثير من تلك الذكريات عن هذه الأيام الي كنت فيها مراهق و ما مستوعب الأوضاع بوقتها و لا الي راح يصير
قبل الحرب :
من قبل ساعة الصفر كان الأمر مبين إنه الحرب جاية و النهاية محتومة و كانت الأمور ما تبشر إلا بالحرب
كنا بين خيارين الأول السفر للإمارات كون عندنا إقامة و كان صادر قرار بأنه السفر مسموح فقط للي زوجته عربية و الي عنده إقامة بالخارج ( مع ذلك طلعوا ناس بدون هالشرطين)
و الخيار الثاني أن نظل بالعراق و الي كاتبه الله يصير و سبحان الله سعينا بخيار السفر و ما صارت فكان الخيار الثاني هو نصيبنا
تحضيرات الحرب:
من بداية شهر اذار و الناس تستعد للحرب و للأسوء و ممكن تصير حرب طويلة و الخوف كان مبين رغم الإدعاء بأنه الأمور بخير ، تمشي ببغداد تشوف الإستعداد الجيش يحفرون خنادق و المظاهر المسلحة بدت تظهر و الحزبين لبسوا زيتوني و تسلحوا ، و قبل كم يوم صارت دعوة لمظاهرات منددة بقرار أمريكا و يفترون عالبيوت تعالوا للمظاهرات.
و مرة سألت هاي ليش الخنادق شنو راح يقاتلون بالمدينة جاوبني احد أنه هاي علمود الغوغائية و كانت اول مرة بهالكلمة و ما كنت اعرف بالي صار بال٩١ .
أما المدنين فالكل انشغلوا بالي راح يخزنوه ، و لليوم اتذكر الوالد جاب مؤونة و معلبات تكفي ٦ اشهر و حتى خبز يبسنة و حضرنة براميل نفط و بانزين و حفرنة و ظميناهن حتى تلوحهة شظية ، و حضرنة غرفة خاصة غطينة شبابيكهة بالنايلون القوي و سدينة كل منافذ التهوية و اشترينة اقنعة غاز لانه سمعنة احتمال تنضرب بغداد كيمياوي.
لحد اليوم اتذكر كلمة جيرانة لمن كال للوالد احنة راح نحفر خندق بالحديقة و ندافع عن بيتنة و اذا نموت نندفن بارضنا و كأنه البارحة صار الموقف .
ليلة الحرب :
بوش انطة مدة ٤٨ ساعة حتى صدام يسلم العراق و ما تصير حرب و صدام رفض و انقضت المدة و كان يوم اثنين و بيومها كان عدنة امتحان احياء ( كنت صف ثاني متوسط) و غبت حالي من حال أغلب الطلاب و بيومهة خابرت صديقي مداوم و كال انطاكم صفر بالامتحان كلتله يمعود حرب راح تصير و فعلا كان اخر نهار قبل الحرب و بالليل اول غارة دكت و شلون غارة ما تنسي
اول يوم الحرب:
كل الي اتذكره انه الفجر دكت صفارة الانذار مال نهاية الغارة ( الصوت الممتد) و صباح اليوم فتحت التلفزيون طلع المقدم و الناس تخابر تستنكر و يمجدون القائد و كلنا مدافعون عن الوطن و الثورة و من هالحچي و اشتغلت الاغاني مال ذاك الوكت من فوت بيهة و عالزلم خليهة و عفية رجال و غيرها
كثيرين من الي عاشوا هاليوم راح يتذكرون او يشتركون بجزء من هالذكرى و شلون جانت ايام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق