الاثنين، 21 نوفمبر 2016

"المواد المغلوظة"

حول مسألة الخطأ الصحفي أو "المواد المغلوطة" التي تنشر في الصحف و حساسية التعامل معها و "سوء التبرير و التدبير" بعد وقوعها في نقاط تنقسم بين خطأ الصحفي و خطأ الصحيفة كمؤسسة متكاملة

فبكوني خريج إعلام و فرعي الصحافة فالمفروض أكون على دراية بكل تفاصيل قسمي و متطلباته و شروطه و الكلام ينطبق على كل تخصص علمي أو انساني ، و من السيء ان يكون الصحفي جاهل أو "متجاهل" لقواعد و اخلاقيات الصحافة و المسائل الحساسة فيها و الاسوء هو ان يكون صاحب خبرة و هو يفتقد القواعد!

أيضا نتائج الخطأ تختلف اختلاف كامل اذا كانت فردية أو مؤسساتية ، الفردية ممكن اعتذار و تنحل لكن المؤسساتية تدخل بمسائلات و عوارض كبيرة ما ينفع الاعتذار معها و ايضا تختلف من مؤسسة لاخرى بالتأثير و الحجم و قوة الخطأ.
على سبيل المثال عندما تنشر صحيفة مرموقة خبر خاطئ يشعل الساحة و يكون سبب بمشاكل اخرى لن يكون الاعتذار حل بسيط و انتهى كل شي ، المسألة اعمق حيث تتأثر فيها سمعة و مصداقية الصحيفة و العاملين فيها بشكل كبير و تفقد حتى جمهورها .
و ايضا من القواعد الخبرية الي من المفترض ان يعرفها كل صحفي و محرر انه مصادر الشبح تستخدم في الضرورة ، أي انه عندما يكون عندي تقرير به درجة كبيرة من الحساسية يكون موقفي اضعف عندما يكون مصدري شبح فكيف اذا اصبح الصحفي هو "صحفي شبح" ؟؟

و ايضا من النقاط التحريرية الي تعلمناها انه عندما يكون مصدرك تصريح او موقع عالمي لازم ترفق المصدر مع تقريرك لمدير تحرير قسمك ليتأكد منه ، مثلا كتابة تصريح عن شخصية معروفة نقلا عن صفحته الرسمية ارفق التصريح للمحرر ليشوفه و الا يكون خبري ضعيف و هذه من النقاط التي يؤخذ بها

ايضا لا يكون الخبر مباشرة من الصحفي ( و يكون بمكان اخر) و يدخل مباشرة الى المطبعة ! هناك محرر و رئيس تحرير و مدقق لغوي و مخرج صحيفة و مصمم يمر التقرير من أمامهم فالصحيفة نظام مؤسساتي متكامل تكون فيه المتابعة دقيقة الشكلية منها و المضمونة و هي بذلك تختلف اختلاف كبير عن المواقع الشخصية و هنا تكون مسألة الخطأ و "الزلة" غير مغتفرة
و اخيرا العمل الصحفي عمل سمعة و مصداقية فإن فقدت أصبحت الصحافة "تهريج" و نعود لقاعدة الصحافة الأولى ( الخبر مقدس و الرأي مردود عليه) فلا تسلبوا المقدس قدسيته و لا تجعلوا من المردود عليه نقمة