الخميس، 26 مارس 2015

من منا لا يملك ضميراً ؟ سؤال منطقي ، لكن ماهو الضمير ؟ الضمير عنصر من عناصر الروح الأساسية خلقها الله في داخل كل منا ليكون المحاسب الذاتي لكل منا ليكون المراقب و الموازن لما نفعله في حياتنا ، بإختصار الضمير هو رقيبنا الخاص. ليتسائل البعض هل كل شخص لديه ضمير؟ نعم لكل منا ضمير ولكن كل ضمير مختلف عن الاخر بحسب المبادئ التي يؤمن بها كل فرد منا و لكن يجمع كل الضمائر شيء رئيسي " المحاسبة" فكل منا يحاسبه ضميره سواء كان ذلك شعورياً أم لا شعورياً ، تجد الضمير بالمرصاد للحساب و للتأنيب و للتعذيب الداخلي أحياناَ. فمهما كان الشخص قاسياً و يكمن فيه كل صفات الشر ستجد الضمير موجوداً ، إن لم يكن بصيغة المحاسب ستجده بصيغة المرعب المخيف الذي يبعد الشعور بالطمأنينة ، فالطغاة المستبدين على الاخرين تجدهم دائماً في خيفة و رعب داخلي و أحياناً تجدهم يبكون وحيدين بشكل لا إرادي بل و قد يتندمون في أعماق أنفسهم و إن أخذتهم العزة بالإثم سينهارون داخلياً ولن يذوقوا طعم الراحة و هدوء البال . أحياناً ياتي الضمير على شكل ندم فتجد الكثيرين يندمون على أمور يتفاخرون بها أمام الاخرين و إن لم يستطيعوا أن يبينوا ذلك كنوع من العزة و خوفاً من الاستهانة ، قد يكون الندم لشخص ظلموه أو اضطهدوا حقه ، فتجدهم يحاولون التقرب والتعويض في حال صحى ضميرهم أو يلاحقهم الندم طول حياتهم و يكون ذكرى لا تمحى. و طبعاً بشكل اخر يكون الضمير على شكل من الشك- وليس كل الشك ضمير فبعضه مرض و بعضه أوهام- يأتي هذا الشك على هيئة تساؤلات مقلقة محيرة تجعل الشخص محتارا فيما بينه و بين نفسه و إن لم يظهره للاخرين ، كمثل من لا يؤمن بشيء و هو في شك في داخله فتجده يجادل دائماً به و يطرح كل رأيه و كل ما يملك إن وجد طرفاً اخر كتب فيما يشك ، و مثاله الملحدين الذين يصب اهتمامهم في نكران الله و الدين و غيرها فتجدهم كثيري الهجوم بل يمكن أن يكتبوا كتيباً لمجرد تساؤل من طرف أخر ، بالضبط لانهم يشكون بداخلهم وهو الضمير . و كثيرون في وقتنا يأتيهم الضمير بأشكال متعددة و قد لا يريحهم ، فمن ينام و ضميره مرتاح و إن تعب منه عقله و جسده و فكره هو من يكون مرتاح البال صافي التفكير ، الضمير ميزانك فلا تكثر عليه فإنه يثقل عليك اكثر .