الثلاثاء، 4 يونيو 2013

الإعلام العراقي قبل وبعد سقوط بغداد ( بحث جامعي بسيط )



كتبتها كبحث لمادة الإعلام العربي  ، في 15 نوفمبر 2009 الساعة: 18:32 م (نشرت بمدونتي السابقة بمكتوب )



مقدمة


مر العراق خلال عصوره العديدة بالعديد من الأحداث والمتغيرات التي أثرت فيه من كل الجوانب والأحداث التي أثرت وما زالت توثر فيه
ومن ضمن هذه الأحداث ما حصل في بغداد عام 2003 من دخول الغزو الأمريكي للعراق وسقوط النظام الحاكم في العراق وما رافق ذلك من تغيرات على الساحة العراقية في العديد من المجالات
وكان للإعلام النصيب الوافر في التأثر بهذه الظروف
وسأتطرق في بحثي هذا بصفحاته القليلة جزءا من التغيرات الحاصلة في الإعلام العراقي قبل وبعد الغزو
وسأركز على التلفاز لما كان له من التأثر والتغيير
وإنشاء الله أوفق في بحثي هذا


نظرة تاريخية


كان الإعلام العراقي ولا يزال من أكثر وابرز وأقوى في كافة المجالات الإعلامية على مستوى الوطن العربي
فمن حيث الصحافة فإن جريدة الزوراء كانت أول صحيفة عراقية أصدرت في عام 1869
وكانت رابع صحيفة عربية تصدر آنذاك
وكان سبقا في إدخال وسائل الإعلام الجديدة كالتلفزيون والإذاعة
ففي عام 1952 تأسس أول تلفزيون عراقي وكان الأول في منطقة الشرق الأوسط
وتأسست أول إذاعة في العراق عام 1936 ولم يكن البث فيها إلا لمدة 3 ساعات في اليوم ولمدة يوميين في الأسبوع
كان الإعلام العراقي متنفس كبيرا للمثقفين العراقيين والكتاب وحتى السياسيين فقد كان الإعلام العراقي وخصوصا الصحافة المنبر الكبير للسياسيين لطرح أرائهم و بث الروح الوطنية في الناس
بل وحتى كانت الخطابات الثورية تصدر في الجرائد
ولطالما كان الإعلام اللسان الناطق باسم جميع المثقفين في بلد تكالبت عليه الحكومات الطاغية على مر العصور ولطالما اضطهد الإعلام منذ ذلك الوقت وحتى ألان
ولا ننسى أن لوسائل الإعلام العراقي تداخلا في سياسة العراق
فقد أعدم عبد الكريم قاسم مؤسس الجهورية في العراق في دار الإذاعة العراقية عام 1963
ويعتبر هذا الحدث الأبرز في تاريخ تداخل السياسة بالإعلام العراقي
وعدا ذلك فقد كان للإعلام العراقي دورا في الحروب و الأزمات في البلد الجريح
فقد كان دائم التواجد في ساحات القتال واستشهد العديد من الصحفيين والمراسلين العراقيين أثناء حرب الخليج الأولى عند نقل وقائع المعارك مع إيران
و يمكننا القول بأن أكثر الفترات تشابكا في تاريخ الإعلام العراقي مع السياسة هي في عهد صدام حسين والعهد الجديد والذي يعرف بعهد ما بعد الغزو

الإعلام في عهد صدام حسن


منذ عام 1979 -2003
شهد الإعلام في هذه الفترة تغييرا كبيرا في مسار حياته فقد تغيير من إعلام ناطق باسم المثقفين والسياسيين العراقيين إلى أعلام ناطق باسم الرئيس العراقي
فقد كان الإعلام منصبا حول السلطة الحاكمة في العراق وكانت السلطة هي المالك الوحيد للإعلام
وكان كل الإعلام في العراق ناطقا باسم السلطة حيث لم يكن هناك إعلام مستقل إلا الإعلام المعارض والذي كان يصدر خارج العراق
كان الإعلام في العراق مرتبطا بشكل كبير في الحروب والأزمات
فمنذ حرب الخليج الأولى والثانية و حتى الغزو الأخير كان الإعلام العراقي منصبا حول مدى جاهزية القوات العراقية وفي مدح الأعمال البطولية التي قام بها قوات الجيش العراقي في ذلك الوقت آنذاك
والجميع يعرف ما حصل في الإعلام العراقي من تلاعب واستهزاء في الحرب الأخيرة وما كان موقف وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف وخطاباته اللاذعة على قوات التحالف ووصفهم بالعلوج إلا النصيب الأسد في الإعلام
وطبعا كان الإعلام العراقي في أيام الحرب منصبا في تغطيات الحرب وبث الأناشيد الحماسية والتمجيدية في الرئيس صدام حسين
يمكن لنا بالقول إن الإعلام في ذلك الوقت كان مضغوطا وليست له القوة والإمكانات
فلم تكن في العراق إلا أربع صحف وأبرزها جريدة الجمهورية
ولم تكن في الإذاعات العراقية إلا إذاعات قلائل وكلها ناطقة باسم الحكومة ومن أبرزها إذاعة بغداد
وكان للتلفاز العراقي أيضا نصيب في الضغط
فلم يكن في عهد نظام صدام إلا قناتان رسميتان وهما تلفزيون العراق وتلفزيون الشباب وأضيفت إليهما قناة العراق الفضائية والتي كانت تبث عبر الأقمار الصناعية وقناة الرياضة
وكانت جميعها مملوكة من قبل الدولة
جدير بالذكر أن الانترنيت وشبكات الهاتف النقال كانت ممنوعة ولذلك حرم العراق من الاستفادة من هذه الوسائط لسنوات عديدة

الإعلام العراقي بعد الغزو


منذ 2003 حتى ألان
منذ عام 2003 وحتى وقتنا الحالي شهد العراق تحولات كبيرة في كافة مجالاته ومن أبرزها الإعلام
فقد شهد الإعلام العراقي أبرز وأكثر مرحلة متنوعة في تاريخيه من حيث تعدد الوسائل وتنوع القنوات
من أبرز التغييرات في الإعلام ظهور أجهزة البث الفضائية والانترنيت وشبكات الهاتف المحمول والتي ساهمت بشكل كبير في تطوير وتقدم الإعلام في الوقت الحالي
و مع تعدد الأحزاب والتجمعات السياسية والدينية والثقافية تعددت معها وسائل الإعلام
حتى أصبح لكل تجمع وحزب صحيفة وقناة وإذاعة وصحيفة وموقع الكتروني
وطبعا أصبحت الجرائد والصحف والإذاعات تصدر بالعديد من اللغات التي ينطق بها كافة طوائف الشعب العراقي
وأصبحت لكل مجال قناته المختصة فمن السياسة والتي أخذت حصة الأسد حتى الدين والثقافة والترفيه والمنوعات كلها أخذت دورها في الإعلام العراقي
وطبعا لا يمكن إحصاء عدد القنوات أول الصحف والإذاعات لكن بعض المؤسسات الإعلامية عملت تعداد لبعض القنوات والصحف
حيث بلغ عدد قنوات التلفزيون في العراق حوالي 43 قناة تلفزيونية
وبلغت الصحف 250 صحيفة
وفاقت الإذاعات ال100 إذاعة
لكن ما يواجه الإعلام العراقي الآن يمثل خطورة على مستقبله فقد تبنت بعض الوسائل الإعلامية الخط الطائفي المنهج التشددي في بثها وعدم تقبل الأخر
وهذا ما يهدد مصداقية الإعلام العراقي بالإضافة إلى ذلك فإن العراق أضاع فرصة ذهبية ليعود إلى صدارة الإعلام العربي حيث دعمت أمريكا 12 قناة تلفزيونية والعديد من برامج التدريب والصحفيين وذهبت أدراج الرياح بتسلل وتر الطائفية إلى هذه القنوات
ولم تتمتع وسائل الإعلام بالحرية الكافية من حيث التعبير عن آراءها و الحفاظ على أرواح الصحفيين العاملين فيها
فكل قناة لا تجرأ على ذكر المجاميع المسلحة كي لا يختطفوا ويقتلوا صحفييها وقد حدث مع الكثيرين من الصحفيين الذين ذهبوا شهداء في سبيل نقل الحقيقة عن الشارع العراقي الذي ظل أسيرا لما تعرضه القنوات الطائفية كل على نظرته وطائفيته

الخاتمة


وفي النهاية يمكن أن نقول أن الإعلام العراقي في الوقت الحالي تفجر بكل الطاقات ولكن يجدر بنا استغلال هذه الطاقات حتى يمكن أن نبني إعلام حديث متكامل بعدي عن الطائفية والتوترات السياسية التي لاقى شعب العراق منها الويلات والألم
وعلى أمل آن تكون هذا التفجر الإعلامي بداية طريق جديدة للإعلام العراقي والعربي وبداية طريق جديدة نحو مستقبل مشرق وزاهر لكل الإعلاميين أكثر استقلاليات وأوضح رؤية و قوي المصداقية و في صف الحياد دون التفريق بين شخص وآخر
وأتمنى أن أكون قد وفقت في كتابة بحثي المتواضع هذا
وكان بودي أن اكتب المزيد لكن الأفكار خانتني واعذروني عن التقصير وأتمنى أن يكون بحثي حيادا بغض الاعتبار لانتماءي السياسي والديني
ولكم جزيل الشكر

المصادر:-
مع الأخذ بعين الاعتبار أن البحث هو من وجهة نظري إلا اني استعنت بعدد من المصادر لتحديد التواريخ وبعض البيانات
1- جريدة الصباح
2- جريدة الشرق الأوسط
3- موقع العراق
4- موسوعة ويكيبيديا الحرة
5- مقالة حول مجلة جود نيوز تي في الأمريكية
والعديد من المواقع والمصادر الأخرى
هذا البحث قدم لمادة الاعلام العربي ونال استحسان الدكتور والطلاب وارجو ان ينال رضاكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق