الحب الحقيقي لفريق المدينة حتى في خسارته |
هل فكرت يوما بأن يكون تشجيعك لفريقك المفضل موضة ؟
سؤال يثير الفضول والإستغراب لكن الواقع يجيب بنعم ، فبعد أن كان التشجيع عنصرا مهما من ملامح محبي الرياضة و الرياضيين و متابعي الرياضة تحول إلى ما يشبه الموضة المنتشرة بين الرياضي و غير الرياضي ، فالكل يشجع حتى وان لم يفقه بالكرة شيئا .
نعلم أن التشجيع هو مؤازرة فريقك المفضل و مساندته في جميع الأحوال والظروف فائزا كان أم خاسرا ، و كما كان يقول أستاذي الجامعي الدكتور صادق الحمامي أن التشجيع والتعصب يكون لفريق مدينتك أو منطقتك و يمكن أن تعجب بفرق عالمية و تتابع اللعب الجميل ، فالتشجيع تعبير عن هويتك الرياضية ، تعبير عن روحك و أخلاقك الرياضية ، أن تعطي حافزا لفريقك بأن جمهوره يؤازره و يثق به ، هكذا عرفنا معنى التشجيع .
أما الأن يمكن الوصف بأنها " فوضى" تشجيعية ، الكل يشجع و يتعصب و يهين الأخر و ينسى الروح الرياضية و كان التشجيع معركة و ليست رياضة ! ، يمكن أن تعطينا حماسة الشباب في تشجيع الدوريات الأوروبية و فرقها عن مدى إبداع الفرق في لعبها ، و نرى المتعصبين و المشجعين لهذه الدوريات أكثر من مشجعي الدوريات المحلية و يمكن عذرهم للفرق الهائل في مستوى اللعب والإثارة فيه ، لكن أن تتحول لتشجيع فرق أوروبية و تنسى فريقك المحلي فهذا العجب !
قد يبرر البعض بأن الفرق المحلية سيئة و لا تحسن اللعب فلا نشجعها ، إن كان هذا جوابكم فأين فهمكم للعب و للكرة ؟ أم هو مجرد تمضية وقت في التسمر أمام التلفاز ؟
الأعجب من ذلك هو التشجيع المنتشر بشدة بين جميع الأوساط و الذي جعل من يفهم أساسيات اللعبة و من لا يميز بين الوسط و الدفاع " يتفلسف " بها ، و طبعا حب الفرق الفائزة و الإستهانة بالاخر أصبح السمة الأساسية في تشجيع اليوم .
قد يثير البعض بأن هذه حرية شخصية و لا نتدخل بها ، تكون الحرية الشخصية حين تستمتع أنت بالتشجيع لا أن تثير الجلبة و تصدع رؤوسنا بها ، أو تصبح فجأة من رواد علم المنطق الرياضي و أنت لا تفهم حتى بالتأريخ الرياضي ، بل و تصر على أنك تفهم و غيرك لا يفهمون .
الأدهى من ذلك هو هذه الفئة التي تحب تسليط الأضواء عليها ، فتجدهم يوما لا تعجبهم الكرة و لا يهتمون بها و بعد فترة تراهم مشجعين متعصبين لفريق فائز فقط لأنهم يريدون أن يبرزوا بالتشجيع و يتفاخروا به و كأن لهم في أسهم الفريق حصة ! لا ويرتدون ملابس الفريق في كل مكان متناسين إنها ملابس رياضية ، فمثلا تراهم يرتدونها في الأسواق و في الأماكن السياحية و المطاعم و حتى الجامعات و كأنها ملابس فاخرة ليتفاخروا بها ، يا أعزائي هذه ملابس رياضية يعني أنها مصممة للرياضة و ليست للنزهة ، و تكمل المصيبة في أن اجسامهم لا توحي بأنهم رياضيين بتاتا .
كفاكم هرجا ، فلسنا بحاجة لمحللين رياضين ، و فروا تعليقاتكم و كلامكم الغير منطقي لأنفسكم بدل أن يكون ضدكم أو تباكي و إهانة للأخرين ، فليس عيبا أن لا تشجع فريقا و تستمع باللعب ، العيب في أن تشجع تشجيعا يخلو من الروح الرياضية ، أن تتعصب بدون خلفيات تستند عليها ، أرحمونا فقد خلط الحابل بالنابل ، و أتركوا التشجيع لأهله ، عزيزي محب الرياضة شجع فريقك العالمي و لكن لا تنسى فريقك المحلي فلقد كبرت و أنت تشجعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق