الأحد، 7 أكتوبر 2012

موضة " التشجيع "

الحب الحقيقي لفريق المدينة حتى في خسارته 

هل فكرت يوما بأن يكون تشجيعك لفريقك المفضل موضة ؟

سؤال يثير الفضول والإستغراب لكن الواقع يجيب بنعم ، فبعد أن كان التشجيع  عنصرا مهما من ملامح محبي الرياضة و الرياضيين و متابعي الرياضة تحول إلى ما يشبه الموضة المنتشرة بين الرياضي و غير الرياضي ، فالكل يشجع حتى وان لم يفقه بالكرة شيئا .




نعلم أن التشجيع هو مؤازرة فريقك المفضل و مساندته في جميع الأحوال والظروف فائزا كان أم خاسرا ، و كما  كان يقول أستاذي الجامعي الدكتور صادق الحمامي  أن  التشجيع والتعصب يكون لفريق مدينتك أو منطقتك و يمكن أن تعجب بفرق عالمية  و تتابع اللعب الجميل ، فالتشجيع تعبير عن هويتك الرياضية ، تعبير عن روحك و أخلاقك الرياضية ، أن تعطي حافزا لفريقك بأن جمهوره يؤازره و يثق به ، هكذا  عرفنا معنى التشجيع .

أما الأن يمكن الوصف بأنها  " فوضى" تشجيعية  ، الكل يشجع و يتعصب و يهين الأخر و ينسى الروح الرياضية و كان التشجيع معركة و ليست رياضة ! ، يمكن أن تعطينا حماسة الشباب في تشجيع الدوريات الأوروبية و فرقها  عن مدى إبداع الفرق في لعبها ، و نرى المتعصبين و المشجعين لهذه الدوريات  أكثر من مشجعي الدوريات المحلية و يمكن عذرهم للفرق الهائل في مستوى اللعب والإثارة فيه ، لكن أن تتحول لتشجيع فرق أوروبية و تنسى فريقك المحلي  فهذا العجب !

قد يبرر البعض بأن الفرق المحلية سيئة و لا تحسن اللعب فلا نشجعها  ، إن كان هذا جوابكم فأين فهمكم للعب و  للكرة ؟ أم هو مجرد تمضية وقت في التسمر أمام التلفاز ؟

الأعجب من ذلك هو التشجيع المنتشر بشدة بين جميع الأوساط و الذي  جعل من يفهم أساسيات اللعبة و من لا يميز بين الوسط و الدفاع " يتفلسف " بها ، و طبعا حب الفرق الفائزة و الإستهانة بالاخر أصبح السمة الأساسية في تشجيع اليوم .



قد يثير البعض بأن هذه حرية شخصية و لا نتدخل بها ، تكون الحرية الشخصية حين تستمتع  أنت بالتشجيع لا أن تثير الجلبة و تصدع رؤوسنا بها ، أو تصبح فجأة من رواد علم المنطق الرياضي و أنت لا تفهم حتى بالتأريخ الرياضي ، بل و تصر على أنك تفهم و غيرك لا يفهمون .

الأدهى من ذلك هو هذه الفئة التي تحب تسليط الأضواء عليها ، فتجدهم يوما لا تعجبهم الكرة و لا يهتمون بها و بعد فترة تراهم مشجعين متعصبين لفريق فائز  فقط لأنهم يريدون أن يبرزوا بالتشجيع و يتفاخروا به و كأن لهم في أسهم الفريق حصة ! لا  ويرتدون ملابس الفريق في كل مكان متناسين إنها ملابس رياضية ، فمثلا تراهم يرتدونها في الأسواق و في الأماكن السياحية و المطاعم و حتى الجامعات و كأنها ملابس فاخرة ليتفاخروا بها ، يا أعزائي هذه ملابس رياضية يعني أنها مصممة للرياضة و ليست للنزهة ، و تكمل المصيبة في أن اجسامهم لا توحي بأنهم رياضيين بتاتا .

كفاكم هرجا ، فلسنا بحاجة لمحللين رياضين ، و فروا تعليقاتكم و كلامكم الغير منطقي لأنفسكم بدل أن يكون ضدكم أو  تباكي و إهانة للأخرين ، فليس عيبا أن لا تشجع فريقا و تستمع باللعب ، العيب في أن تشجع تشجيعا يخلو من الروح الرياضية ، أن تتعصب بدون خلفيات تستند عليها ، أرحمونا فقد خلط الحابل بالنابل ، و أتركوا التشجيع لأهله  ، عزيزي محب الرياضة  شجع فريقك العالمي و لكن لا تنسى فريقك المحلي فلقد كبرت و أنت تشجعه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق